بانتظار كونداليزا رايس../ معاريف

Admin عدد الرسائل : 298 تاريخ التسجيل : 11/01/2008

بانتظار كونداليزا رايس../ معاريف

عملية الجيش الاسرائيلي في غزة، كما يؤخذ الانطباع، استنفذت نفسها. من عملية على مستوى محلي، لا يمكن للمرء ان يتوقع اكثر من ذلك. "جفعاتي" وفرت البضاعة. قيادة المنطقة الجنوبية حظيت بالثناء من اصحاب القرار، الفلسطينيون دفعوا غالياً. وحسب اللواء يوآف جلانت، يمكن المواصلة بهذه الوتيرة لاسابيع طويلة اخرى. من جهة اخرى، يمكن ايضا الخروج في كل لحظة معينة. الانسحاب وانت في الذروة.

حسب المعطيات في اسرائيل، قتل حوالي 80 مخرباً في الايام الاخيرة، اضافة الى بضع عشرات من المدنيين، الاشارة واضحة: اسرائيل تنزع القفازات. في هذه الاثناء بعيار منخفض. واذا كانت حاجة، فسيحصل هذا مرة اخرى وبعيارات وقوى متزايدة. من جهة اخرى، حماس تعرفت على نجاعة سلاح الغراد. ذاقت طعم امكانية شل مدينة كبيرة في اسرائيل. هذا الطعم خطير. يمكن للمرء ان يدمن عليه.

اذا لم يحصل شيءٌ دراماتيكي في النهار القريب القادم (واذا لم يحصل شيء دراماتيكي في الليلة الاخيرة)، فإن زيارة كونداليزا رايس هنا غدا ستشكل بداية النهاية لجولة العنف الحالية. وزيرة الخارجية الامريكية لا تقلق على الغزيين بل على "طفلها المدلل"، مسيرة انابوليس اسمها، وهذه حبيسة الان تحت الحطام. رايس تحاول تخليصها من هناك. وهي تتطلع بكل قوتها الى ان تترك إرثاً سياسياً فاخراً في الاشهر التي تبقت لها. مصدر سياسي، يفهم هذه الامور، اقترح امس على رايس، في غيابها، ان تبدأ التفكير بإرث بديل. من هنا، ارث لم يعد ممكناً استخراجه لها.

وفي هذه الاثناء فتحت امس جبهة ثانية مع ايهود باراك. وزير الدفاع الذي يدير نشاط الجيش الاسرائيلي في القطاع، وجد نفسه امس يتناوش مع الوزير عامي ايالون. اذا لم تترتب الامور بسرعة، فهذه ستصبح ازمة سياسية داخل "العمل".

ايالون الذي وعد باراك بعدم التنافس ضده قبل الانتخابات مقابل وعد في ان يكون شريكاً في السياقات، شعر بالخيانة. منتدى "الثمانية"، الذي اصبح "تسعة" (عندما انضمن ايالون للحكومة)، حل ولم يعد قائما. المجلس الوزاري المصغر لا ينعقد. رسالة ايالون لرئيس الوزراء، وزير الدفاع ووزيرة الخارجية قبل بضعة اسابيع كانت، كما يتبين، مجرد الاطار. اما الفيلم نفسه، فسيبث في الايام القريبة القادمة.

"نحن في وضع معقد"، يقول ايالون، "من اجل التصدي له ينبغي ان نتبني لانفسنا سياق اتخاذ القرارات. ولا يوجد مثل هذا السياق. السطر الاخير من كل تقارير لجنة فينوغراد هو ان ليس لاسرائيل سياسة، وليس لها عملية مرتبة لتصميم السياسة، لا احد يعرف ماذا نريد، الى ماذا نتطلع، ولا احد يدير سياقاً مرتباً كي يعرف. فالنصر لا يقاس بحجم الخسائر ولا حتى باحتلال الارض. النصر يقاس بالقدرة على خلق واقع سياسي افضل منه. وانا اسأل هل ما نفعله اليوم في غزة يخلق لنا واقعاً كهذا؟". ايالون يجب ايضاً: "ليس مؤكداً".

ليس لديه مشكلة مع عملية عسكرية من حيث المبدأ. بالعكس – فهو يطالب الان بتنفيذ "احباط مركز للمنازل. كل منزل يطلق منه قسام، تمنح العائلة التي تسكن فيه اربع ساعات لاخلائه، وسنمحوه. القانون الدولي يعترف بهذا". ما ينقص ايالون هو ناقش جدي معمق، لاذع، عن المنفعة مما نفعله اليوم وعن الاهداف. "قتلنا مائة فلسطيني. ولنفترض اننا اضعفنا الذراع العسكري لحماس. فماذا في ذلك؟ في نفس الوقت ايضا نكون عززنا مكانة حماس في المناطق، اضعفنا ابو مازن واضعفنا محور الدول العربية المعتدلة. من اجل ان ننتصر نحتاج الى مسيرة سياسية. ينبغي تحقيق وقف نار من موقع قوة، يلزم كل المنظمات. ينبغي الوصول الى تسوية الى المعابر بتعاون مع الاسرة الدولية. وتنبغي مسيرة سياسية شجاعة وحقيقية في الضفة. يوجد هناك 600 حاجز. ولا احد يحركها، وبمثل هذا الشكل لن يكون هنا في أي وقت وضع اقتصادي افضل. عن كل هذه الامور ينبغي التفكير، الحديث، اجراء نقاش". وهنا المشكلة. "لا أُلاحظ استعداداً لمثل هذا النقاش لدى وزير الدفاع"، يقول ايالون. ما لا يقوله، على الاقل علناً، هو ان اولمرت اسير لدى وزير الدفاع ولا يمكنه ان يفرض عليه مثل هذا النقاش. ويقول ايالون ان "المهم اننا نقول ان ابو مازن ضعيف. برأي، اولمرت ضعيف بقدر لا يقل، اذا كنا لا نستطيع ان نزيل موقعاً استيطانياً او نحرك حاجزاً. اقول لك انه في الاسبوع الاخير اعتقلت السلطة الفلسطينية عشرين نشيطاً من حماس في الضفة احدهم مات في السجن الفلسطيني في الضفة. لعل هذا ليس كاملا، ولكن هذا اكثر مما نفعله نحن. ونحن نضيع الطاقة في اعمال لا يوجد خلفها تفكير حقيقي. عملية عسكرية ليس في جانبها خطوة سياسية ستعزز حماس، بصفتها الجهة الوحيدة القادرة على القتال ضد اسرائيل وستضعف ابو مازن، حتى درجة سقوطه، بل وستضعف محور الدول العربية المعتدلة". وماذا يقول باراك؟ باراك لا يقول الكثير. هو منشغل حتى الرأس في غزة. اما ايالون فيشكل بالنسبة له عملية محلية. "ماذا يريد كل الوقت"، يشكو رجال باراك، "لديه قدرة قصوى على الوصول الى وزير الدفاع. يجلسان كثيراً، اليوم كان نقاشٌ في الحكومة، يوجد اجتماع للمجلس الوزاري يوم الاربعاء. ماذا يريد هذا الرجل منا؟ كل هذه الثرثرات عن النقاشات والنقاشات، في النهاية ينبغي لاحد ما ان يقوم بافعال ما. كل نقاش كهذا يحتاج الى اعداد لدى رئيس الوزراء لعدة ساعات، قبلها يوجد اعداد لدى وزير الدفاع لساعتين، قبلها يوجد اعداد لدى رئيس الاركان لساعتين اخريين، وقبل ذلك اعداد في شعبة الاستخبارات واعداد في قيادات المناطق وماذا لا. في النهاية يخرج اننا نجلس ليومين حول كل نقاش كهذا، بدلا من ان ينزل رئيس الاركان الى الميدان ويعالج الوضع. اذا كان لعامي اقتراحٌ؟ فليطرحه لنناقشه. ولكن مع كل الاحترام لا يمكن ان نقضي كل الوقت في غرف المناقشات فقط. هو يتحدث عن توصيات فينوغراد؟ يوجد ايضاً صدمت فينوغراد. الصدمة التي تجبر الجميع كل الوقت على تحديد مناقشات لانفسهم كي يخرجوا في صورة جيدة في لجنة التحقيق القادمة". هذه مجرد بداية المشادة. رئيس الوزراء يحاول المناورة بين باراك وايالون، الجنرال والادميرال، دون ان يتورط. فهو بالاجمال كوربورل. من جهته من الافضل ان يتفجر ايالون على باراك من ان يتفجر عليه. ولكن ايالون يعرف ان في النهاية، المسؤولية ملقاة على عاتق ايهود آخر فقط. اولمرت. احدٌ ما في محيطه وصفه بأنه "رئيس وزراء بدون وزارة". في هذه الوتيرة. يبدو ان لاولمرت بالذات لا تنقص وزارات. ايالون ليس بالضبط اثقلها. كونداليز رايس المسلحة بجيوش من الجنرالات الامريكيين الذين يتجولون هنا منذ اشهر طويلة مع دفتر مفتوح ويد تسجل، ستصل الى القدس غداً. لنراه يخرج من هذا ايضاً.