أكد خبير في إدارة هندسة المتفجرات التابعة لوزارة الداخلية بأن الشظايا التي استخرجت من أجسام الأطفال المصابين والجرحى اثر حادثة الانفجار في العرض المسلح لحماس في جباليا بغزة هي من ذات النوع الذي يوضع في الرؤوس المتفجرة لصواريخ القسام المحلية الصنع، وهي عبارة عن قطع من سيخ فولاذي بقطر 6 ملم توضع كشظايا في رأس صاروخ «القسام». وقال المهندس محمد أسعد الكحلوت في حديث لـ «الشرق الأوسط » أمس إن المعلومات التي أوردها بيان وزارة الداخلية صحيحة مؤكداً أن البيانات مستقاة من مكان الحدث في جباليا «حيث كنا مصدر المعلومات أولا بأول إلى الإدارة العامة لهندسة المتفجرات التي تصادق على التقرير الفني الذي يرفعه الخبراء إثر معاينة مكان الحدث مباشرة إلى الجهات العليا في الوزارة».
ورداً على تصريحات الشيخ نزار ريان القيادي بحركة حماس بأن وزارة الداخلية لم تعاين المكان قبل إصدار بيانها قال الكحلوت: «وصلت إلى مكان الحادث بعد خمس وأربعين دقيقة وبدأنا المعاينة وفحص الشظايا المتبقية وآثار الانفجار» مؤكدا: «أن زميلاً لي من فرقة الهندسة كان يبعد خمسين متراً عن مكان الانفجار, باشر بعد لحظات برفع معلوماته إلى الإدارة مباشرة». وفسر الكحلوت اللون الأبيض للغازات (الدخان) الناتجة عن الانفجار بأنه نتيجة احتراق المادة الكيماوية الدافعة للصواريخ المصنعة محلياً، موضحا: «أن الدخان الأبيض هو نتيجة احتراق مادة محلية الصنع وهي من مشتقات نترات البوتاسيوم، الذي يختلف عن الدخان الأسود أو الرمادي الذي ينتج عن مادة متفجرة تستخدم في الصناعات الحربية، وفي القذائف والصواريخ التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي». وفي رده على سؤال حول القطعة الإلكترونية التي عرضها الشيخ الريان، قال الكحلوت: «ليكن معلوماً أن كل عملية تفجير ينتج عنها شظايا أساسية وهي من كتلة وهيكل المتفجرة الأساسية، وشظايا ثانوية وهي الأجسام والأشياء المحيطة مباشرة بمركز الانفجار، وثبت لدينا بعد فحص المكان والعثور على العديد من الشظايا الأصلية «الأساسية والثانوية» أن المواد المؤلفة منها هذه الشظايا هي مواد محلية الصنع، وتستخدم عادة في صنع المتفجرات والرؤوس المتفجرة للصواريخ المحلية، كما عثرنا على شظايا تصنف بالثانوية كشظايا من هواتف نقالة وغيرها».
وقال الكحلوت في جواب على سؤال حول تصريح سامي أبو زهري الناطق الإعلامي لحركة حماس الذي أفاد فيه برؤيته بأم عينه الصاروخ منطلقاً من طائرة استطلاع اسرئيلية: «لا يوجد لهب للقذائف التي تطلقها طائرات الاستطلاع كما لا يسمع لها صوت، ولا تسمح الرؤية العادية للإنسان بمتابعة انطلاق القذيفة أو الصاروخ نظراً للسرعة الهائلة التي تنطلق بها». وفي معرض تعليقه على القطعة الإلكترونية التي قالت حماس إن الأطباء استخرجوها من جسد أحد الشهداء، أكد مدير عام الطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية الدكتور معاوية حسنين بأن القانون الفلسطيني يقضي بعدم جواز تسليم أي جسم أو شظية يتم استخراجها من أجساد المصابين لأي شخص كان وأن أقسام الطوارئ والعمليات الجراحية لا تملك الصلاحية بتسليم أي جسم يستخرج من جسد المصاب.