نعم ، بإمكانك إنقاص وزنك إلى المستوى الصحي والمحافظة عليه كذلك . بالرغم من الأخبار المثبطة للعزيمة عن فشل العديد من البرامج الغذائية ، وتفاقم مشكلة البدانة التي يواجهها الأمريكيون ، فقد بدأ الباحثون أخيرا بتحديد الاستراتيجيات الناجحة وتمييزها عن الأخرى الفاشلة ، للمساعدة على التحكم بالوزن لمدى طويل .
دعنا نبدأ بالأخبار السيئة . " وزنك يعكس شخصيتك " . هذا القول هو أوسع الأقوال انتشارا ، وأقدرها على الهدم ، في الحضارة المعاصرة . ولكن ، ويا للسخرية ، يبدو أن انهماكنا بوزننا وإعجابنا الشديد بالأجسام النحيفة يؤدي إلى زيادة البدانة . خلال آخر عقدين من القرن العشرين ، ارتفعت نسبة زيادة الوزن والبدانة بين البالغين في المجتمع الأمريكي من 47 % إلى 61 % . والأسوأ من ذلك هو أن نسبة البدانة الحقة ارتفعت خلال نفس المدة من 15 % غلى 27 % .
يواجه العديد من الأمريكيين صعوبة في التحكم بأوزانهم ، ولكن ذلك لا يعزى إلى عدم بذلهم الجهود اللازمة أو عدم بذل المحاولة . سيتبع حوالي 50 مليون أمريكي برامج حمية غذائية هذا العام ، وسيتقيدون بنصائح ينشدونها من الكتب وخبراء الحمية في التلفزيونات ومجموعات المساندة والبرامج الطبية . تفيد المجلات النسائية أن 95 % من القارئات يتبعن حمية غذائية . الأشخاص الذين يبذلون جهودا يائسة لإنقاص أوزانهم حوّلوا نشاطات إنقاص الوزن إلى صناعة مزدهرة تبلغ وارداتها السنوية 33 بليون دولار . مع أن بعض هؤلاء الناس سينجحون في إنقاص أوزانهم ، تقول الدراسات أن قلة منهم لا تزيد على 5 % سيستطيعون المحافظة على أوزانهم الجديدة . يحذر المركز الوطني للإحصاءات الصحية أن إنقاص الوزن عن طريق الحمية المعتمدة على تخفيض السعرات الحرارية يكون في نهاية المطاف غير فعّال .
ولكن، هل هذا يعني أن لا طائل وراء الحمية ؟ طبعا ، كلا . الحمية الغذائية ناجحة، ولكن برنامج المحافظة على الوزن بعد إنقاصه هو الذي يفشل . هذا ما يقوله الدكتور آرثر فرانك ، المدير الطبي لبرنامج التعامل مع البدانة في جامعة جورج واشنطن . أغلب الناس الذين يتبعون برنامجا لإنقاص الوزن يواظبون عليه ، وأغلب الناس الذين يواظبون على برامجهم ينقصون وزنهم فعلا . المشكلة هي أن أغلب الناس ، مع كل هذا ، يواجهون صعوبات في المحافظة على وزنهم بعد إنقاصه . الفكرة القائلة بأن الحمية الغذائية لا تنجح ، هي في الواقع طريقة ملتوية للقول بأنه ليس هناك من طريقة سحرية للمحافظة على الوزن بعد إنقاصه . البدانة حالة مستعصية تستوجب الرعاية على مدى الحياة .
تحذيرات بصدد الغــش
عند الكلام عن برامج إنقاص الوزن ، تقول إدارة الغذاء والدواء إنه يجب الحذر من الدعايات التي تحتوي كلمات كالتالية :
§ سـهل
§ هـيـّن
§ مضمون
§ معجزة
§ سحريّ
§ نجاح مفاجيء
§ اكتشاف جديد
§ يكتنفه الغموض
§ غير عادي
§ ســري
§ يقتصر على ...
§ قديم
علاوة على ذلك ، فالدراسات التي تقول إن أغلب الناس يستردون ما ينقصونه من وزنهم لا ينطبق قولها على السواد الأعظم منا ، لأن هذه الدراسات تمت من خلال برامج تحليلية طبية عن أشخاص يعانون من البدانة الشديدة . أغلب الناس الذين ينجحون في إنقاص وزنهم ، يفعلون ذلك بمفردهم وبجهودهم الخاصة دون مساعدة أحد ، وقل أن تشملهم الدراسات . كما أنه لا تتوفر لنا أية معلومات عن النتائج التي يحققها أفراد يتدربون كل على انفراد على يد طبيب أو أخصائي تغذية أو أخصائي حمية غذائية . لذلك هناك أسباب لتفاؤل الأشخاص الذين يتبعون برامج حمية بأنفسهم دون رعاية من أحد.
السر في النجاح في إنقاص الوزن هو أن تجد الإستراتيجية الغذائية التي تعطيك أنت أفضل النتائج . الأشخاص الذين يعانون من مشاكل زيادة الوزن يحتاجون إلى الوسائل التي تمكنهم من اتخاذ القرارات الصحيحة بشأن كيفية إنقاص الوزن . لا بأس في الشك والحذر المبني على أساس صحيح . إحذر من معجزات إنقاص الوزن التي يدعيها البعض ، ويروج لها بعناوين مثل : " انقص وزنك وأنت نائم . تناول من الأكل كل ما تريد وحقق النحافة . هذا الأسلوب السري سينجح حيث أخفق سواه ". إذا بدا وصف أي نظام حمية أنه جيد لدرجة لا تصدق فالأرجح أنه فعلا غير صادق .
أنواع برامج إنقاص الوزن
كي تستطيع إنقاص وزنك والمحافظة عليه بعد تنقيصه ، يجب أن تعرف مختلف أنواع البرامج المتوفرة والأجزاء المهمة من كل برنامج جيد . اطلاعك على هذه المعلومات يساعدك على اختيار أو تصميم برنامج يعود عليك بالنتائج المرجوة .هناك ثلاثة أنواع من برامج إنقاص الوزن ، وهي : البرامج التي يصممها الشخص لنفسه بنفسه ، والبرامج غير الخاضعة لإشراف طبي ، والبرامج الخاضعة لإشراف طبي .
البرامج التي يصممها الشخص لنفسه بنفسه
أي مجهود لإنقاص الوزن تبذله أنت بنفسك ، أو مع مجموعة من الأشخاص الذين يطابق تفكيرهم تفكيرك ، بواسطة جماعات المساندة أو موقع إلكتروني أو مركز اجتماعي – هذا كله يندرج في فئة البرامج التي يصممها الشخص بنفسه . الأفراد الذين يتبعون برنامجا من هذه الفئة يعتمدون على رأيهم الشخصي ، وعلى نصيحة جماعات المساندة ، وعلى إرشادات كتب الحمية الغذائية . ( ملاحظة : كتب الحمية الغذائية ليست جميعها مصدرا موثوقا للمعلومات عن إنقاص الوزن ) .
البرامج غير الخاضعة لإشراف طبي
قد تكون هذه البرامج غير تجارية ، وقد تكون تجارية تشغلها محلات من القطاع الخاص متخصصة بإنقاص الوزن تستخدم كتب ونشرات يعدها أخصائيو العناية الطبية . تستخدم هذه البرامج أيضا مستشارين (ليسو أخصائيين في العناية الطبية ، وقد يقوموا أو لا يقوموا بتدريبهم) يقدمون الخدمات اللازمة . بعض البرامج تلزم المشتركين بالتقيد بالأطعمة أو مكملات الأطعمة التي توفرها هذه البرامج .
البرامج الخاضعة لإشراف طبي
قد يكون هذا النوع من البرامج مملوكا ، أو غير مملوك ، من قبل أفراد أو مؤسسات تجارية . تقدم خدمات هذه البرامج في مرافق للعناية الصحية ، كالمستشفيات ، ويقوم بها أخصائيون صحيون مرخصون منهم الأطباء والممرضات وأخصائيو التغذية وأخصائيو الطب النفسي .
أنواع الخدمات
بعض البرامج الخاضعة للإشراف الطبي تستخدم أخصائي صحة واحد يعمل بمفرده، وبعضها الآخر تستخدم مجموعة أخصائيين يعملون معا في تقديم الخدمات إلى المشتركين . تقدم هذه البرامج خدمات في التثقيف الغذائي ، والعناية الصحية ، وعلاج التغيير السلوكي ، والنشاطات البدنية .
اخــتــيــار نـظـام الحــمــيــة
إذا اتخذت قرارا بأنه حان الوقت لإنقاص وزنك ، يصبح السؤال المهم المطروح أمامك هو كيف تحقق ذلك ؟ مئات برامج الحمية ، التي تسعى إلى جلب انتباهك ، ترتكز على المباديء الأساسية التي تقتضي تخفيف الدهنيات ، وتنقيص السعرات الحرارية ، وزيادة الألياف . في أي وقت تسأل تجد أن ما يزيد على 450 كتاب حمية موجودة تحت الطبع في السنة ، وأن ثمانية ملايين أمريكي ينتسبون إلى آلاف المراكز التجارية للحمية الغذائية للاشتراك في برامج أعدت لإنقاص الوزن . يمكن تقسيم هذه الخيارات جميعها إلى الأربع فئات التالية :
· الجهود الفردية (الاعتماد على الذات) ، حيث يقوم الشخص بإتباع البرنامج منفردا مستعينا بكتب الحمية ومساعدة مجموعات المسـاندة .
· برامج بدون إشراف طبي تستخدم مستشارين يدربون المنتسبين على أساليب إنقاص الوزن والتغذية .
· برامج خاضعة لإشراف طبي ، تستخدم أطباء مرخصين يقدمون الأدوية ويجرون عمليات جراحية .
· برنامج الاستشارة شخص لشخص ، يقدم فيها أخصائي تغذية مرخص الاستشارة لكل شخص بمفردة وعلى حدة .
الخيارات المتوفرة كثيرة للغاية ، لأن صناعة إنقاص الوزن غير منظمة . إلا أن المساعدة متوفرة للجميع على شكل ارشادات بشأن الحمية الفعّالة يصدرها المعهد الطبي التابع للأكاديمية الوطنية للعلوم . يقول الدكتور فرانك المشترك في تأليف الإرشادات إن النظام الحالي مشوش ، فالبرامج لا توفر للمشتركين المعلومات التي تمكنهم من اختيار البرنامج المناسب . الإرشادات تدعو أصحاب البرامج إلى إصدار معلومات شاملة عن إنقاص الوزن الطويل الأمد ، والتحسن الذي يطرأ على الأمراض المتعلقة بالبدانة ، والممارسات الصحية المتطورة .
: