كم كانت فرحتنا غامرة ونحن نتابع انطلاق البث التجريبي لفضائية (طيور الجنة)، ابتهج أطفالنا لهذه القناة الفضائية، ويوماً بعد يوم تعلقوا بها، لدرجة أنهم - أي أطفالنا- حرمونا نحن الكبار من متابعة برامجنا المفضلة على القنوات الأخرى، واحتكروا مشاهدة التلفاز وتحديداً لصالح هذه القناة التي بدأت ببث برامج تربوية، وألعاب تعليمية، وأناشيد جميلة ومحببة، في إطار إسلامي ملتزم نال إعجابنا بل وحظي باهتمامنا، لأننا نتمنى لأطفالنا علماً نافعاً، وترفيهاً هادفاً، وتنشئة إسلامية حقة.
الغريب في الأمر أنه أثناء متابعتي الإجبارية لهذه القناة (طيور الجنة) نزولاً عند رغبة أطفالي، فوجئت بأنها بدأت حديثاً تبث بعض الأغاني التي تشيد ب( كتائب القسام)، وكأن القائمين على هذه القناة أرادوا في البداية استدراج الأطفال للتعلق بها ومن ثم تأطيرهم حزبياً وهم في عمر الزهور، ليتم حسمهم حزبياً لصالح حركة حماس، مستغلين طفولتهم وبراءتهم وعدم قدرتهم على التمييز بين الغث والسمين.
وهنا أعتقد بأنه لم يكن القائمون على هذه القناة يستهدفون أبناء الحمساويين، لأن هذه القناة لم تشر في انطلاقتها ولا شعارها ولا حتى في نشرة أخبارها من خلال (عصوم ووليد) إلى هويتها الحزبية الحمساوية، بل استهدفت اختراق بيوت غير المنتمين حزبياً بل وحتى المنتمين لأحزاب غير (حماس) لزرع حموس صغير أو أكثر من حموس صغير واحد في كل بيت رغماً عن الصغير ووالديه الذان قد يكونان فتحاويين أصيلين متجذرين في الانتماء.
ومن دافع انتمائي لحركة فتح، أنبه كل الآباء الفتحاويين، والأمهات الفتحاويات إلى هذا المكر والدهاء الذي سيحول أبنكم أو بنتكم الصغيرة إلى بهلوان يتعصب لصالح القتلة والتكفيريين، سيغني طفلك الصغير أيها الأب الفتحاوي لمن اعتقلك وعذبك وقطع أطرافك وخونك وكفرك وأهدر دمك، سيصفق ولدك أيتها الأم الفتحاوية الشريفة لمن وصموك بالعهر والفسوق...
وعندما يكبر سيحمل رشاشاً ويلبس لثاماً ويطلق عليك النار لأنك لست من أهله بل من ملة الكافرين بحسب ما يفتي له مشايخ الشقاق والنفاق من المتحزبين المتسترين بعباءة الدين.
تابعوا هذه القناة(طيور الجنة) وارصدوا تلك الأغاني، لقد بدأت دون أغاني حزبية مطلقاً، والآن أغنيتين تشيدان بكتائب القسام، وفي المستقبل الله أعلم حجم التعبئة الحزبية الحاقدة التي سيورثونها لأبنائنا.
الأحد 27 أبريل - 12:28